عدد المشاهدات

الجمعة، 7 سبتمبر 2007

الفيضان الإسلامي ينتشل الرأسمالية الجشعة

لنبدأ هكذا ...

هل المال يفرخ مالا دون أي جهد يا ترى .؟

أم أن استثمار المال وتنميته وتوزيع الفائدة على قنوات متعددة لدرجة تجعل إحصائها ضربا من ضروب الخيال أحيانا ؟

هذان السؤالان هما مدخل موضوعنا والذي نطمح من خلاله طموحات متعددة ومتنوعة لا تخرج عن إطار الفائدة للجميع .

عرفت البشرية البنوك المنظمة أول مرة عام 1157 مــ وذلك في مدينة البندقية في إيطاليا وكلمة بنك كلمة إيطالية وتعني المنضدة أو الطاولة .

ولكن نموذج البنوك الأوروبية الفعلي كان متمثلا في بنك أمستردام الدولي المؤسس عام 1609 مــ .

تبنت المصارف أو البنوك منذ تأسيسها فلسفة المال يولد المال وهذه الفلسفة عند العقلاء تعني الدمار والشنار .
العقلاء يعلمون جيدا أن المال لا يولد المال وأن نماءه لا يكون إلا باستثماره وتنميته .
ولكن الحال في البنوك التقليدية غير ذلك وهذا طبعا يعود للطمع الذي يؤدي إلى زيادة الأغنياء غنى وزيادة الفقراء فقرا وغما .

فلسفة البنوك التقليدية المالية باختصار :
((( لا اقتصاد بلا بنوك ، ولا بنوك بلا فوائد )) .

ولكن يتوضح بشدة عزم هذه المصارف العالمية العريقة على تغيير أجندتها نظرا لإحساسها الواضح بركاكة هذه الفلسفة التي لا تتفق مع العقل والمنطق والفهم السليم .

فهل يريد (سيتي بانك ) الأمريكي من فتحه فرعه الإسلامي في المنامة العاصمة البحرينية إضاعة الجهد والمال والتاريخ العريق والمشرف بجعله هذا الفرع مخصصا للمعاملات المصرفية المتوافقة مع الشريعة الإسلامية أم أنه أدرك ولو متأخرا نجاح الفلسفة الإقتصادية الإسلامية التي تؤكد أن الأموال لا تزيد ولا تتنامى إلا بالإستثمار المدروس ؟؟

ما لنا نشاهد الإصرار البريطاني على جعل العاصمة البريطانية لندن قبلة المصارف الإسلامية ؟

لماذا سارع البنك العقاري الكويتي إلى التحول إلى بنك إسلامي يسمى حاليا البنك الدولي ؟

هل نعتبر قرار البنك الوطني في الكويت افتتاح فرعا كاملا للمعاملات المصرفية الإسلامية فقط قرارا متعجلا خاطئا مع العلم أنه يصنف كأفضل بنك في الشرق الأوسط ؟؟

ما هو سر التنامي الهائل والتوسع المبهر لمؤسسة مصرفية إسلامية اسمها بيت التمويل الكويتي هذا الأخطبوط الإقتصادي الجبار والذي وصل به الحال إلى تأجير طائرات نقل الركاب للخطوط الجوية البريطانية أحد أفضل وأنجح خطوط الطيران في العالم على الإطلاق ؟

لم يتوقف هذا الأمر إلى هذا الحد بل تنامى إلى خروج شركات مالية إسلامية ناجحة من رحم بيت التمويل الكويتي وبإدارة تنشأت في هذا الصرح الضخم .


النجاح المتوالي النظير لم يكن وليد الصدفة ولا ضربة حظ ناجحة .
بل كان نتيجة فكر متوازن رصين ومتكامل وتطبيق دقيق ومرن بإحكام وإيمان وتفان .

المصارف الإسلامية بشكل عام لا تمارس أجندتها بكامل حريتها لأنها في النهاية تعمل تحت مظلة البنوك المركزية التي تمارس هيمنتها والتضييق عليها حتى لا تجر البساط من تحت البنوك الربوية التي إن جاملناها أطلقنا عليها لقب البنوك التقليدية .

لولا هذه الضغوطات والقرارات والتنظيمات التي تحد من هذا التنامي المدهش لتحققت المعجزات التي تفوق خيال وقدرات صانعي قرار البنوك التقليدية الجشعين .

مع كل ذلك.... التوجه العالمي الإقتصادي يتجه وباندفاع نحو العمل وفق المبادئ الإقتصادية الإسلامية بعد تيقنهم من عدم جدوى فلسفتهم ونجاح الفلسفة الإقتصادية الإسلامية على أرض الواقع الذي أصبح مريرا عند البعض .

النظام المصرفي الإسلامي قائم على مبدأ القرض الحسن من العميل إلى المصرف في حالة الحسابات الجارية وهذا لا يحتمل الربح أو الخسارة.
قائم على مبدأ المشاركة في الودائع الإستثمارية بأنواعها فالمضاربة تحتمل الربح أو الخسارة والواقع يحاكي الإمتداد المهول للأرباح .

النظام المصرفي الإسلامي نظام نافع لأكثر من قناة
فعندما يقوم مجموعة من العملاء بإيداع مبالغ كودائع فإن المصرف الإسلامي يسارع باستثمارها وتنميتها
هذا الإستثمار يتطلب يدا عاملة تقوم المؤسسة المالية بتوظيفها ويتطلب التعامل مع عدة قنوات كقناة توفر مواد البناء إن كانت العملية الإستثمارية عقارية وتتطلب وتتطلب .

بينما إن كررنا عملية الإيداع الجماعي عند بنك ربوي جشع
فالعملية لا تتعدى الأخذ من جيب (أ) وإعطاء ( ب ) لأن المبدأ هو مبدأ الإقراض وتحقيق الأرباح عن طريق الجشع المسمى فوائد .

فلا دور لهذه البنوك في التنمية ولا في التقدم ولا في الإزدهار

المثير للإستغراب في هذا الأمر
أن عقلاء الغرب من الإقتصاديين أدركوا هذه الحقيقة واستوعبوها جيدا وبدأوا في المضي قدما .

ولكن بني جلدتنا ومعتنقي ديننا نبذوا ما ينفعهم واتبعوا ما يسقمهم فبماذا نعذرهم ؟؟

إنها دعوة صادقة لإعادة ترتيب الأوراق
فهل سنجني فائدة منها
أم أنها مجرد كلمات تضيع في فضاء المنتديات
ومن يعلم ؟

الفيضان الإسلامي ينتشل الرأسمالية الجشعة
شكرا للجميع

الخميس، 6 سبتمبر 2007

الإلحاد عبادة

الإلحاد عبادة
الهدف من هذا الموضوع هو تسليط الضوء على من اصطلحنا على تسميته بالملحد ونعني من هذا المصطلح من لا يؤمن بوجود إله تحديدا .

الشريحة التي سنتناولها من الملحدين هم شريحة من كانوا على ديانة الإسلام ثم استبدلوها بالإلحاد .

الإنسان العاقل بفطرته يسعى دائما للتقدم والتطور وتحسين وضعه دائما إلى الأفضل .

من ذلك نحن نتصور أن هذا الشخص الذي اتبع غير الإسلام وجد ما هو أفضل من الإسلام من نواح عدة

من ناحية العبادات فالإنسان منذ نشأة الإنسانية حرص على اشباع هذا الجانب ولكن الفكرالإلحادي المعني يلغي دور الإله فمن باب أولى هو (يزعم) أنه متحلل من كل ما يمت إلى العبودية بصلة .

وكذلك إن انتقلنا إلى ناحية المعاملات فالفكر الإلحادي لم يقدم شيئا يذكر في كيفية تنظيم المعاملات بشتى أفرعها وقنواتها .

إذا ما هو هذا الدافع الذي دفع هذا الشخص لتغيير معتقده الزاخر بالنظم والتنظيمات إلى معتقد فقير جدا بل معدم من الناحية الفكرية والمنهجية ؟

برأيي هي تعود لسببين لا ثالث لهما

أحدهما موقف مؤسف مع منتسب للإسلام بقصد أو بغير قصد وربما أكثر من موقف فيتكون عند هذا الشخص ما نطلق عليه التعميم الخاطئ . فيعمم التصرف المشين الذي تعرض له من قبل مسلم على كل المسلمين بل على الإسلام برمته .

الآخر هو رغبة جامحة كامنة في نفس هذا الشخص للإنفلات من كل القيود مهما كانت منظمة ظانا أنه بهذا الإنفلات سيحقق ما يطمح إليه من السعادة والسعادة كما نعلم غاية كل إنسان

ولكن كل منا يظن أنه سيصل إلى السعادة بطريق
المسلم مثلا يؤمن أنه سيحقق السعادة السرمدية بتنفيذه لأوامر الشرع المطهر وفق معتقده
اللا ديني أو حتى البعيد عن تعاليم دينه يرى أنه بتحقيق أركان السعادة الدنيوية أنه حقق السعادة بعينها لأن مدى نظره محصور فقط بهذه الحياة فنراه يكابد أشد المكابدة على عدم تفويت لحظة أو فرصة من أجل تحقيق أسمى مقاصده .

المتتبع بدقة لغالبية من يطلق عليهم المسلمون لقب "مرتد" يجد أن هذا المرتد منغمس حتى النخاع في الشهوات والملذات .

وكذلك نلاحظ مدى ركاكة مآسيه المزعومة . وسخافة أمانيه التي يسعى لها
في النهاية هو إنسان يريد تنفيذ أحلامه وكوامنه بأي وسيلة كانت .

ويظهر تناقضه واضحا عندما يكون الطرف المضطهد من المسلمين
كيف ؟
نجده يئن ويجأر ويصيح على ما يطلق هو عليه تقييد الحريات الدينية في المملكة السعودية على سبيل المثال وفي نفس الوقت والمكان تجده يشجع ممارسات القمع والظلم بحق المسجونين في سجون جوانتاناماو حينها نراه يشجع وبقوة وحماس على المزيد من تجاوز الأعراف الإنسانية وتجاهل القوانين والمعاهدات والمواثيق بل والمطالبة بجعل فرع من غوانتاناماو في كل مكان في العالم لتصبح فروعه كفروع "الماكدونالدز" وينسى أو يتناسى أن المجتمع المدني ينبذ ويشجب تلك الممارسات التي تحدث خارج الأراضي الأمريكية وكأن الضمير يغيب خارج مهد الديموقراطية المزعومة .





لنكن واضحين هل فعلا الملحد (المسلم سابقا) صادق جدا و مناضل باسل من أجل فكره ومعتقده الذي آمن به لأنه يقتنع به ومستعد لبذل الغالي والنفيس من أجله ؟؟

طبعا لا غالبا .

إذا خلاصة الموضوع
من يرتد من الإسلام إلى الإلحاد واحد من اثنين مضطهد صادق وهذا غالبا ما يعود إلى رشده ويترك غيه

والآخر فاسد مفسد يريد أن يسوغ فساده ويجعل لأفعاله المشينة مشروعية تهدأ منها جوارحه ولا تضطرب

ومن نافلة القول .....
يلاحظ مدى الهلع الشديد عندهم من قضية الموت وما وراء الموت عند من بقي عنده منهم رسوما من الفطرة التي يظن أنها انطمست

وكثرة سفسطتهم حول قضايا الإله والكون وغيرها
مما يدل على عدم رسوخهم عند أقوالهم وضياعهم وحيرتهم

غالبا ما تكون النهاية واحدة من اثنتين

العودة إلى الإسلام بعد اليقين التام من بطلان هذا الفكر الطفيلي .

إيجاد حل سريع ومريح عن طريق الإنتحار بوسيلة غير مؤلمة وهذا ملاحظ بكثرة خاصة في الدول الإسكندنافية (فنلندا على سبيل المثال لا الحصر ) وما يفسر ذلك هو يقين هذا المنتحر الكامل أنه بالقضاء على حياته وإنهائها فإنه سيقضي على مشاكله معه والتي عجز عن حلها وهو حي لأنه نبذ مبدأ اللجوء إلى الله من أساسه .

في الختام ......
نرجو من هؤلاء الغارقين في وحل مراهقتهم الفكرية إعادة النظر جيدا في تصرفاتهم التي تدل على مراهقتهم المنحرفة .

والسعي من أجل إيجاد إجابات صادقة لما يحيرهم والتحلي بالمصداقية الذاتية ومع الآخرين
وعلى الأقل تطبيق ما ينادون من أجله حتى تبقى في أوجههم الكالحة قطرة ماء

ودمتم