عدد المشاهدات

الثلاثاء، 20 فبراير 2007

إثبات صفة العلو لله تعالى

العلي : فكل معاني العلو ثابتة له :
أ-علو القهر : فلا مغالب له ولا منازع .
ب-علو الشأن : فهو المتعالي عن جميع النقائص والعيوب المنافية لإلهيته وربوبيته وأسمائه وصفاته .
جـ- علو الذات : وهو فوقيته تعالى مستوياً على عرشه .
وهذا النوع الأخير من العلو هو الذي ضل فيه من ضل ، أما الأولان فلم يخالف فيهما أحد ممن يدعي الإسلام وينتسب إليه .
*الأدلة على فوقيته سبحانه وتعالى من الكتاب والسنة :
علو الذات ثابت عند أهل السنة والجماعة بأدلة كثيرة منها :
1-الأسماء الحسنى الدالة على العلو بكل معانية ، كاسمه العلي واسمه الأعلى وغيرهما .
2-التصريح باستوائه تعالى على عرشه في آيات كثيرة(
[1]) وأحاديث متعددة .
3-التصريح بفوقيته تعالى ، كما في قوله تعالى :﴿يخافون ربهم من فوقهم﴾(
[2])، وكما في صحيح البخاري عن آنس رضي الله عنه قال : كانت زينب رضي الله عنها تفتخر على أزواج النبي r وتقول : "زوَّجكن أهاليكن وزوجني الله من فوق سبع سموات" ([3]) .
4-التصريح بأنه تعالى في السماء : قال تعالى : ﴿أأمنتم من في السماء أن يخسف ربكم الأرض فإذا هي تمور ﴾ (
[4]) ، وقوله تعالى : ﴿ من في السماء﴾ أي : عليها أو فوقها ، كما قال تعالى : ﴿ فسيحوا في الأرض﴾ ([5]) أي : عليها . وكما في قوله تعالى حكاية عن فرعون : ﴿ولأصلبنكم في جذوع النخل﴾ ([6]) أي : عليها .
ومن ذلك حديث رسول الله r حين سأل الجارية : (أين الله) ؟ قالت : في السماء . قال : (من أنا) ؟ قالت : أنت رسول - الله r - فقال لسيدها معاوية بن الحكم : (أعتقها فإنها مؤمنة) . أخرجه مسلم وأبو داود والنسائي وغير واحد من الأئمة .
5-التصريح باختصاص بعض الأشياء بأنها عنده كقوله تعالى : ﴿إن الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته﴾(
[7]) ، وقوله r : (إن الله لما قضى الخلق كتب عنده فوق عرشه إن رحمتي سبقت غضبي ) رواه البخاري ومسلم .
6-الرفع والصعود والعروج إليه تبارك وتعالى ، فمن ذلك :
أ-رفع عيسى عليه السلام كما في قوله تعالى : ﴿بل رفعه الله إليه﴾ (
[8]) .
ب-صعود الأعمال إليه ، كما في قوله : ﴿إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه﴾ (
[9]) .
جـ- صعود الأرواح إليه ، كما في حديث البراء الطويل الصحيح ، وفيه أن الملائكة تصعد بروح المؤمن حتى السماء السابعة فيقول الله تعالى : ( أعيدوه ...) الحديث (
[10]) .
د-عروج الملائكة والروح إليه :
قال تعالى : ﴿تعرج الملائكة والروح إليه﴾ (
[11]) ، وفي حديث الصحيحين (يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل والنهار ويجتمعون في صلاة العصر وصلاة الفجر ثم يعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم وهو أعلم بهم ... ) الحديث .
هـ-معراج نبينا محمد r إلى سدرة المنتهى وإلى حيث شاء الله كما ثبت في الأحاديث الصحيحة المشهورة . وسيأتي بيان ذلك في الباب الأخير من الكتاب إن شاء الله تعالى .
7-التصريح بنزوله تبارك وتعالى ، كما في الصحيحين : (ينزل ربنا كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول : من يدعوني فاستجب له ، من يسألني فأعطيه ، من يستغفرني فأغفر له) .
8-تنزل الملائكة ونزول الأمر من عنده وتنزيل الكتاب من كما في كثير من الآيات .
9-رفع الأيدي إليه تعالى في الدعاء : وقد ورد فيه أكثر من مائة حديث في وقائع متفرقة ، وكذلك رفع البصر إليه كما في حديث ابن مسعود : (يجمع الله الأولين والآخرين لميقات يوم معلوم أربعين سنة شاخصة أبصارهم إلى السماء ينتظرون فصل القضاء ...) الحديث . قال الذهبي : إسناده حسن(
[12]) .
وفي حديث ابن عباس عند البخاري في خطبته r يوم النحر : ثم رفع رأسه فقال : (اللهم هل بلغت ، اللهم هل بلغت) الحديث .
10-النصوص الواردة في ذكر العرش وإضافته غالباً إلى خلقه تبارك وتعالى ، وأنه تعالى فوقه ﴿رفيع الدرجات ذو العرش﴾ (
[13])، ﴿الرحمن على العرش استوى﴾ ([14]) ، وفي الصحيح من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي r قال : "إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيله كل درجتين ما بينهما كما بين السماء والأرض فإذا سألتم الله فسلوه الفردوس فإنه أوسط الجنة وأعلى الجنة وفوق عرش الرحمن ومنه تفجر أنهار الجنة" .
11-ما قصه الله تعالى عن فرعون لعنه الله في تكذيبه موسى عليه السلام أن إلهه الله عز وجل العلي الأعلى ، قال تعالى : ﴿وقال فرعون يا هامان ابن لي صرحاً لعلي أبلغ الأسباب أسباب السموات فأطلع إلى إله موسى﴾ (
[15]) . ففرعون كذب موسى في أن رب السموات والأرض ورب المشرق والمغرب وما بينهما هو الله الذي في السماء فوق جميع خلقه مباين لهم لا تخفى عليه منهم خافية .
12-ما قصه تعالى في قصة تكليمه لموسى حين تجلى للجبل فاندك الجبل .
قال ابن خزيمة : (إن الله عز وجل لو كان في كل موضع ومع كل بشر وخلق كما زعمت المعطلة لكان متجلياً لكل شيء ، وكذلك جميع ما في الأرض لو كان الله تعالى متجلياً لجميع أرضه سهلها ووعرها وجبالها وبراريها ومفاوزها ومدنها وقراها وعمارتها وخرابها وجميع ما فيها من نبات وبناء لجعلها دكاً كما جعل الله الجبل الذي تجلى له دكأً ، قال تعالى : ﴿فلما تجلى ربه للجبل جعله دكاً﴾ (
[16]) ) .
*بيان أن الصحابة كانوا يعرفون أن الله في السماء :
1-قول عمر رضي الله عنه : إنما الأمر من ههنا – وأشار بيده إلى السماء -(
[17]) ، وقوله : ويل لديان الأرض من ديان السماء ([18])..
2-قول ابن مسعود رضي الله عنه : العرش فوق الماء والله فوق العرش لا يخفى عليه شيء من أعمالكم (
[19]) .
3-قول عائشة رضي الله عنها : ولكن علم الله من فوق عرشه أني لم أحب قتله(
[20]) – تعني عثمان رضي الله عنه - .
4-قول ابن عباس رضي الله عنهما : الكرسي موضع القدمين ، والعرش لا يقدر أحد قدره(
[21]) ، وقوله : إن الله تعالى كان على عرشه قبل أن يخلق شيئاً([22]) ، وقوله لعائشة رضي الله عنها : وأنزل الله براءتك من فوق سبع سماوات([23]) .
*بيان أن التابعين كانوا يعرفون أن الله في السماء فوق عرشه :
1-كان مسروق رضي الله عنه إذا حدث عن عائشة – رضي الله عنها – قال حدثتني الصديقة حبيبة الله المبرأة من فوق سبع سماوات .
قال الذهبي : إسناده صحيح (
[24]) .
2-قول الضحاك في قوله تعالى : ﴿ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم﴾(
[25]) : هو فوق العرش وعلمه معهم أينما كانوا .
أخرجه العسال وابن بطة وابن عبد البر بإسناد جيد (
[26]) .
3-قول ربيعة بن أبي عبدالرحمن لما سئل عن الاستواء : الاستواء غير مجهول ، والكيف غير معقول ، ومن الله الرسالة وعلى الرسول البلاغ ، وعلينا التصديق(
[27]).
*بيان أن من بعد التابعين كذلك من علماء السلف وفقهاء المذاهب من الأئمة الأربعة وغيرهم كانوا يقولون بأن الله في السماء :
1-قول مالك رحمه الله : الله في السماء وعلمه في كل مكان لا يخلو منه شيء(
[28]) .
وسأله رجل : كيف استوى ؟ قال : الكيف غير معقول ، والاستواء منه غير مجهول ، والإيمان به واجب ، والسؤال عنه بدعة ، وإني أخاف أن تكون ضالاً وأمر به فأخرج (
[29]).
2-سئل أبو عبدالله أحمد بن حنبل إمام أهل السنة : الله فوق السماء السابعة على عرشه بائن من خلقه ، وقدرته وعلمه بكل مكان ؟ قال : نعم ، هو على عرشه ولا يخلو شيء من علمه (
[30]) .
3-وسئل إسحاق بن راهويه : ما هذه الأحاديث ؟ تروون أن الله ينزل إلى السماء الدنيا ! قال : نعم ، رواها الثقات الذين يروون الأحكام فقال : ينزل ويدع العرش ؟ قال: يقدر أن ينزل من غير أن يخلو منه العرش ؟ قال : نعم . قال : فلم تتكلم في هذا(
[31]).
4-وقال رجل لابن الأعرابي : يا أبا عبدالله ما معنى قوله : ﴿الرحمن على العرش استوى﴾ (
[32]) ؟ قال . هو على عرشه كما أخبر . فقال الرجل : ليس كذلك إنما معناه استولى . فقال : اسكت ما يدريك ما هذا ، العرب لا تقول للرجل استولى على الشيء حتى يكون له فيه مضاد ، فأيهما غلب قيل استولى ، والله تعالى لا مضاد له وهو على عرشه كما أخبر ، ثم قال : الاستيلاء بعد المغالبة ، قال النابغة :
إلا لمثلك أو ما أنت سابقه

سبق الجواد إذا استولى على الأمد
*تنبيه : أهل السنة الذين يثبتون الجهة لله تعالى يقصدون إثبات العلو ، لكن لم يرد لفظ الجهة في الكتاب ولا في السنة ، ولا يلزم من إثبات العلو إثباتها لأن العرش سقف لجميع المخلوقات فما فوقه لا يسمى جهة ، ولو سلمنا أنه يلزم من إثبات العلو إثبات الجهة فلازم الحق حق (
[33]) .
*بيان أن الله تعالى مع استوائه فوق عرشه فإنه مطلع على أخفى خفايا عباده :
وقد جمع الله تعالى بين علوه وعلمه في عدة مواضع تأكيداً لما ذكرنا من عقيدة السلف، فمن ذلك :
1-قوله تعالى في سورة طه : ﴿الرحمن على العرش استوى﴾ (
[34]) إلى قوله : ﴿وإن تجهر بالقول فإنه يعلم السر وأخفى﴾ ([35]) .
2-قوله تعالى في سورة الحديد : ﴿هو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم أينما كنتم والله بما تعملون بصير ﴾ (
[36]) .
فهو سبحانه مع علوه أقرب إلى العبد من عنق راحلته ومن حبل الوريد ، ويعلم ما توسوس به نفسه ، فهو سبحانه قريب في علوه ، عليٌّ في دنوه .
وحتى عند دنوه تعالى من خلقه آخر الليل أو عشية عرفة يكون تعالى عالياً ، فنزوله تعالى على ما يليق بجلاله لا نعلم كيفيته .
ومعيته تعالى نوعان :
عامة : معناها إحاطته بكل الخلق علماً وقدرة .
وخاصة : لأوليائه بالإعانة والرعاية والكفاية والنصر والتأييد والهداية والتوفيق والسداد ... إلخ . وكفاك ما في الحديث : (فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ...) الحديث(
[37]) . أي أن الله تعالى يقربه إليه ويرقيه إلى درجة الإحسان فيصير يعبد الله على الحضور والمراقبة كأنه يراه ، فيمتليء قلبه بمعرفة الله تعالى ومحبته وعظمته وخوفه ومهابته وإجلاله والأنس به والشوق إليه حتى يصير هذا الذي في قلبه المعرفة مشاهداً له بعين البصيرة ، فمتى امتلأ القلب بعظمة الله لم يبق للعبد شيء من نفسه وهواه ولا إرادة إلا لما يريد منه مولاه فحينئذ لا يتحرك العبد إلا بأمره ، فإن نطق نطق بالله ، وإن سمع سمع بالله ، وإن نظر نظر به ، وإن بطش بطش به ، فلا إرادة للعبد فيما يسمعه غير ما أراده مولاه ، ولا إرادة ولا هوى فيما يبصره غير إرادة الله فهو فيما شرعه الله عز وجل ولا هوى له فيما خالف ذلك .

([1]) ذكر الله تعالى استواءه على عرشه في سبعة مواضع منها قوله تعالى في سورة طه : ﴿ الرحمن على العرش استوى ﴾ آية 5 ، وقوله : ﴿ ثم استوى على العرش ﴾ في ستة مواضع الأعراف : 54 ، يونس : 3 ، الرعد : 2 ، الفرقان : 59 ، السجدة 4 ، الحديد 4 .
([2]) النحل : 50 .
([3]) وقد ذكر المصنف رحمه الله قوله r لسعد (لقد حكمت فيهم بحكم الملك من فوق سبعة أرقعة ) – أي سماوات – وقال : وأصله في الصحيحين ولكن أخرجاه عن أبي سعيد الخدري دون قوله : (من فوق سبعة أرقعة) فهذا ضعيف ... انظر تعليق الشيخ الألباني على فقه السيرة ص336 .
([4]) الملك : 16 .
([5]) التوبة : 2 .
([6]) طه : 71 .
([7]) الأعراف : 206 .
([8]) النساء : 158 .
([9]) فاطر : 10 .
([10]) صححه الألباني . انظر التعليق على شرح الطحاوية ص385 ، أحكام الجنائز ص156-159 ، ومختصر العلو حديث 36 .
([11]) المعارج : 4 .
([12]) قال الألباني : هو كما قال أو أعلى . مختصر العلو ص111 .
([13]) غافر : 15 .
([14]) طه : 5 .
([15]) غافر : 36 ،37 .
([16]) الأعراف : 143 .
([17]) إسناده صحيح على شرط الشيخين . مختصر العلو ص 103 .
([18]) صححه الألباني حفظه الله . مختصر العلو ص103 .
([19]) صحيح . مختصر العلو ص 103 ، 104 .
([20])إسناده صحيح . مختصر العلو ص 104 .
([21]) إسناده صحيح . رجاله كلهم ثقات . مختصر العلو ص 102 .
([22]) صحيح . مختصر العلو ص 95 .
([23]) إسناده صحيح . مختصر العلو ص130 .
([24]) وكذا صححه ابن القيم . مختصر العلو ص128 .
([25]) المجادلة : 8 .
([26]) وانظر أيضاً مختصر العلو ص133 .
([27]) صحيح . مختصر العلو ص 132 .
([28]) سنده صحيح . مختصر العلو ص 140.
([29]) يتقوى برواية أخرى نحوه وبطريق آخر . انظر مختصر العلو ص 141.
وقد أورد المؤلف رحمه الله عن أبي حنيفة رحمه الله ما يوافق عقيدة السلف في ذلك حيث ذكر أن أبا مطيع البلخي سأل أبا حنيفة عمن يقول : لا أعرف ربي في السماء أو في الأرض ، قال : إذا أنكر أنه في السماء أو في الأرض . فقال أبو حنيفة : قد كفر لأن الله تعالى يقول : ﴿الرحمن على العرش استوى﴾ وعرشه فوق سماواته .
قال الألباني في أبي مطيع هذا : (من كبار أصحاب أبي حنيفة وفقهائهم . قال الذهبي في الميزان : كان بصيراً بالرأي علامة كبير في الشأن ، ولكنه واه في ضبط الأثر) مختصر العلو ص136.
([30]) إسناده صحيح . مختصر العلو ص189، 190.
وقد ذكر المؤلف رحمه الله عن الشافعي رحمه الله ما يوافق عقيدة السلف في ذلك حيث ذكر عنه أنه قال : القول في السنة التي أنا عليها ورأيت عليها الذين رأيتهم مثل سفيان ومالك وغيرهما إقرار بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله r ، وأن الله تعالى على عرشه في سمائه يقرب من = = خلقه كيف شاء ، وينزل إلى السماء الدنيا كيف شاء . وذكر سائر الاعتقاد . وذكره الذهبي رحمه الله في العلو ولم يعلق الألباني عليه بشيء في المختصر ص 176.
([31]) إسناده صحيح . مختصر العلو ص192.
([32]) طه : 5.
([33]) أما عن نسبة المكان لله تعالى ، فقد قال الألباني حفظه الله : نسبة المكان إلى الله تعالى مما لم يرد في الكتاب والسنة ، ولا في أقوال الصحابة وسلف الأمة ، واللائق بنهجهم أن لا ننسبه إليه تعالى خشية أن يوهم ما لا يليق به عز وجل .
وقال أيضاً في الجهة والمكان : لا ينبغي إثباتهما ولا نفيهما مطلقاً وأن ما أثبتهما أراد العلو ولكن لا يلزم من إثباته إثباتهما . مختصر العلو ص74.
وعن تفسير الاستواء بالاستقرار قال حفظه الله : هذا مما لم يرد فلا يجوز اعتقاده ونسبته إلى الله U . كما أنكر أيضاً نسبة القعود على العرش لله عز وجل . انظر مختصر العلو ص17، 41، 259.
([34]) طه : 5.
([35]) طه : 7.
([36]) الحديد : 4.
([37]) رواه البخاري في صحيحه : كتاب الرقاق – باب التواضع ، وانظر فتح الباري ج11 ص348.

ليست هناك تعليقات: